هاااى عليكو انا قريت قصه جامده فى احدى المنتديات وحبيت اجيبهالكو بس بليز ئولولى رايكم بصراحه
(1)بلد الحلم
استيقظت حبيبة في الشقة الصغيرة التي تشاركها مع صديقتها الامريكية مكسيكية الاصل تيا في احد احياء مدينة (-----) الامريكية ، لم تكن تريد ان تستيقظ و كأن ثقل يجثو علي صدرها ، لم نكن تصدق ان المدة قرُبت علي الانتهاء و عليها العودة الي مصر. مدة الفيزا اوشكت علي الانتهاء و هي قد بداءت لتوها التأقلم علي الحياة هنا ، بل احبتها ! هنا هي حرة مستقلة و معتمدة علي نفسها ، فهي تعمل وتحصل علي راتب اسبوعي ، تشتري لنفسها ما تشاء و تستمتع بالحياة الحرة ، بالرغم من ان لها عدد محدود من الاصدقاء معظمهم من اجناس مختلفة و لكنهم يملؤون حياتها ضحكا و مرحا. زبائنها الدائمين في محل القهوة الشهير حيث تعمل صارت تعرفهم بالاسم و يعطونها بقشيشا كبيرا. كما انها تستمتع بحصص "فن الكتابة" حيث سجلت اسمها منذ ستة اشهرو تحضر بانتظام و قد بداءت في الكتابة بشكل لا بأس به ، بل هي اكثر مجموعتها تفوقا. لم عليها ترك كل هذا والعودة الي حيث لا يوجد وظائف و كل شيء غالي و حيث لا يوجد اي حرية ، الي حيث تتم معاملتها كمواطن درجة ثانية لمجرد انها انثي. ففي مصر ام الدنيا يكون الحال اما ان تمارس حريتها في مجلات الحياة المختلفة فتكون " دي أوية وملهاش حاكم" في نظر البعض او "دي منحرفة ومفيش حد يلمها" في نظر البعض الاخر، فتتحول الي في نهاية الامر الي " ياعني دي عاتس" في نظر الكل . او تكون الفتاة الصالحة التي تسمع كلام كل من حولها ثم تترقي فتكون الزوجة البائسة المكبوتة الموشكة علي الانفجار. لما عاليها العودة الي كل ذلك؟؟ هاهي هنا حرة طليقة ليس عليها اي رقيب و بالرغم من ذلك فهي لم ترتكب اي شيء مخل بدينها او تربيتها ، لديها اصدقاء من الذكور و لكن كلهم يكنون لها كل الحترام ، حتي من حاولوا التقرب منها عاطفيا صدتهم بلطف فتقبلوا بلطف وسلاسة. هي لم تحتسي الخمر ابدا علي الرغم ان ذلك هو شيء اساسي في حياة كل من حولها في تلك البلد الاجنبية. و علي الرغم من انها في وسط هذا المجتمع الغربي تعتبر غريبة العادات و الاطوار ، الا ان احدا لم يعلق اهمية علي ذلك واصدقائها يتقبلونها كما هي، علي عكس ما كانت لتواجه من ظنون و اتهامات و نبذ اذا ما حاولت ان تفعل اي شيء مختلف عن ما هو معتاد في بلدها ام الدنيا. لا...لا... هي لا يمكن ان تعود ابدا...
افاقت من افكارها علي صوت تيا زميلة السكن و صديقتها تقول بصوت مرح و انجليزية يغلبها الطابع اللاتيني اللذيذ: " صباح جميل"
فردت حبيبة بصوت نائم و كئابة : "لا يوجد ما هو جميل"
قفزت تيا فوقها علي السرير و جذبتها من يدها وقالت بحماس " لدي حل لمشاكلك! هيا انهضي يا كسولة "
بلفعل لم ترغب حبيبة في النهوض، فالنهوض معناه يوم جديد ، و يوم جديد معناه يوم اقل في الايام الباقية علي انتهاء مدة الفيزا...وتلك المجنونة التي تجلس فوقها ماذا تريد الان ... تقول وجدت الحل... اكيد ستقترح ان الحل في الخروج و التسلية مع شاب لطيف و وسيم و ربما ايضا اختارت ذلك الشاب بالفعل. هكذا هي تيا دائما ترغب بشدة ان تتعرف حبيبة الي شاب و تخرج معه بل احيانا كثيرة فاجأتها بشخص لكي تتعرف عليه و تظل تسرد لها اشعارفي محاسنه و جماله.
قالت حبيبة متململة :" تيا انا لست في حالة مزاجية جيدة"
تيا :" انتظري حتي تسمعي ! لقد قابلت ذلك الشخص ال.."
كما توقعت حبيبة بالضبط .. انه شخص!
فقالت مقاطعة وهي تدفعها من فوقها :" تياااا! لست بحاجة الي "شخص" الان!!"
تيا: " فقط استمعي! ذلك الشخص يعرف ناس يقبلون بالزواج من اناس اخرون مقابل المال، فقط ليحصلوا علي الجرين كارد، لذا فهو سيعثر لك علي شخص تدفعين له و يتزوجك زواج صوري تحصلي به علي الاقامة فتبقي هنا كما تشائي، و خمني ماذا ؟! سيأتي به مسلم ايضا! "
لم يكن رد فعل حبيبة كما توقعت تيا ، فهي لم تصرخ فرحا او تقفز عاليا كما تفعل عادة عندما تفرح، فقد كانت حبيبة تركز جيدا فيما سمعته ... زواج!... اتزوج!
مر في مخيلتها عدة افلام امريكية تناولت تلك الفكرة، كيف تزوج اشخاص بعضهم فقط من اجل حصول علي الجرين كارد، كانت دائما تدور في اطار كوميدي رومانسي... تري هل تصبح حياتها كفيلم كوميدي رومانسي ام ستنقلب الي دراما؟!
وماذا ستقول الي عمها في مصر؟ "عمي العزيز ، تزوجت في امريكا ... وداعا"؟! هو طبعا باي حال لم يكن ليأباه ولو ماتت حتي. فبعد وفاة ابيها وهي مازالت في المدرسة لم يكن يسال عنها هي وامها الا كل فترة طويلة ومن ترتيبات الله سبحانه و تعالي ان امها كانت تملك ميراثا كان كافيا للعيش حياة كريمة بل اقرب الي رغدة ، فلم يحتجن قط الي احد وخاصة الي عمها الوحيد . ولكن عندما توفت امها فجأة و هي كانت مازالت تدرس في الجامعة ، ظهر عمها فجأة واصبح وصيا عليها و علي اموالها و تحكم في حياتها ودس انفه في كل شؤونها بحجة انها يتيمة الان و بحاجة اليه ليدبر لها امور اموالها، ظلت تحت حكمه ثلاث سنوات حتي اصبحت 21 عاما، فاخذت ما تبقي من اموال امها ودبرت امورها لكي تسافرامريكا بحجة دراسة التسويق في جامعة هناك، وبالفعل رغم اعتراضات عمها و رغم انفه فرت من بلدها التي ليس لها فيها احد و اتجهت الي بلد الحلم علها تجد مستقبل مشرق وتحقق امال عريضة.
كل عبارا ت الافلام العربي القديمة من "امال عريضة " و "مستقبل مشرق "، محت علي ارض الواقع. فقد تركت دراسة التسويق بعد اول سيمستر، قالت لنفسها " ماحستش نفسي فيه" ، لم يكن لها اي اصدقاء، كما انها تركت الجامعة و بالتالي كان يجب ان تترك السكن الجامعي . وفوق كل ذلك هي حصلت علي فيزا لمدا عام فقط و هي مدة دراسة تلك الديبلومة .فهل ستعود زي خيبتها الي ام الدنيا المحروسة؟ قررت ان تمضي احلي ايام حياتها في تلك السنة قبل ان ترحل.
كان لابد لها ان تعمل و بالفعل عثرت علي عمل بسهولة في اشهر محل قهوة في المنطقة ، ثم اجرت تلك الشقة المشتركة مع تيا و عندما استقرت؛ قررت اخذ دروس في الادب و الكتابة . و اصبح لها اصدقاء و حياة سعيدة و سلسة بدون تعقيدات.
احبت حياتها هنا ، بالرغم من انها غير ما خططت له من البداية الا انها تعيش الحلم الان ، تلك الحياة التي طالما راتها في المسلسلات الجنبية وتمنتها . فهل تترك كل هذا و تعود؟! الي من ؟ الي عمها ؟ لا يوجد شخص واحد علي ارض مصر يهتم بعودتها. حتي ان تزوجت هنا لن تجد في مصر من يفرح لها او يغضب منها ، حتي عمها؛ هو غاضب في جميع الاحوال لسحبها لاموالها و سفرها رغم انفه ، كل ما يهمه هو اموالها .
نظرت حبيبة لتيا و جدتها مازالت تتحدث عن فكرتها بمنتهي الحماس و علي الرغم من ان حبيبة كانت غارقة في التفكير و لم تكن تستمع الانها قد قررت ان تنتبه ... تنتبه جيدا... لان ما يقال الان قد يكون املها الوحيد في البقاء في ارض الحلم امريكا ، فهي ستفعل ما يلزم حتي لا تعود... لن تعود الي مصر ابدأ.
(2)مو
محمد او "مو" كما يلطق عليه الجميع , شاب مصري ذو ملامح شرقية رجولية ، وسيم بشعره الاسود القصير و عيناه السوداء الجذاباتين ، بنيته ليست ضخمة و لكن عضلاته جسمه جميلة يتشابه فيها مع الافارقة الامريكان زملائه ، تستحق كل التعب الذي يبذله في التمرين في (الجيم)، به خفة دم المصريين التي يقولوون عنها. بالاضافة الي انه يعرف انه جذاب و كثيرا ما يستغل ذلك.
ولد و عاش في امريكا طوال حياته ، فوالده ايضا عاش هناك معظم حياته منذ ان كان يدرس، حيث قابل هناك زوجته والدة محمد المصرية/امريكية فتزوجا و انجبا محمد ربوه تربية شرقية الي حد كبير، وكانوا يقضوون الكثير من الاجازات في مصر وسط العائلة و الاهل ، له اصدقاء في مصر ويتحدث المصرية جيدا . فهو ليس امريكيا خالصا او مصريا خالصا ، بل خليطا مميزا من الاثنين ، تماما كأمه ورث جمالها و قوة شخصيتها ، وعن ابيه ورث ذكائه و خفة ظله، وشرقيته و حماشته التي ظلت موجودة حتي في امريكا.
محمد يحب البنات وهن يعشقنه ، يصاحب هذه او يواعد تلك و احيانا هذه و تلك معا في ذات الوقت.
حياته مقسمة بين عمله و الجيم و البنات، وربما اذا وجد وقت فراغا اهداه الي اصدقاءه الذكور.
رغم حبه لللبنات الا انه في لم يكن ليتزوج ابدا... فهو لا يريد الزواج من اجنبية ، لانه في اعماقه شرقي ولا يتقبل في اعماق اعماقه كل اخلاقهن. الا انه في نفس الوقت لا يريد واحدة من اهل بلده بلهاء!
نعم بلهاء ...كان يري الفتيات في مصر كل همها عريس... عريس كويس و جاهز و يستتها و يقعدها فالبيت هانم. كان يراهن سطحيات لا هم لهن في الدنيا غير "الزواج" بغض النظر عن شخصية هذا الانسان الذي سيتم معه هذا "الزواج" ، لم يكن لديهن اي فكر في الحياة او اهتمام بالرياضة او حتي هواية. لم يعرف قط في مصر التحدث مع اي فتاة ، لانه ان حاول التقرب من واحدة لفهم شخصيتها لربما التقا عقلاهما ، قلبت الموضوع الي " انت لازم تكون واضح ، انت عايز ايه بالظبط؟" او " متكلمنيش تاني غير لما تحدد انت ناوي علي ايه ناحيتي" و لربما تتطور الموضوع الي " انت لازم تقابل اهلي عشان تكلمهم في موضوعنا"! و يصبح ما يعتبره هو مجرد تعارف ، علاقة غير رسمية يجب ان تتحول فورا الي رسمية ، فيضطر للتراجع، فيُسب ويُلعن باقظع الشتأئم ، و يُحسبن ويُدعي عليه علي غرار " فين و عودك ليا، حسبي الله ونعم الوكيل فيك" او " منك لله سبتني بعد ماعلقتني بيك ".
لذلك هو لم و لن يفكر في الزواج ابدا كان سعيد بحياته هكذا. يسكن في المنزل الذي تركاه له ابوه وامه (رحمهما الله) مع صديقه زين و هو نصف لبناني نصف امريكي. لم يترك له اهله سوي هذا المنزل الجميل. كان يعمل مديرا بمطعم وجبات سريعة ( بارنيز) كان يشرف علي سير العمل والعاملين خلال ورديته . كان راتبه كاف ليعيش سعيدا. كان بالفعل سعيدا باصدقاءه و صديقاته، وخاصة صديقاته كان يعشق الفتايات، لقد واعد تقريبا معظم الاجناس الموجودة في البلد؛ الصينية والافريقية و اللاتينية و الايطالية . يقول دائما كل علاقة منهم كان لها مذاق خاص. اماغير الفتيات هوشاب رياضي يحب الركض حول منزله و المنازل المجاورة ، يذهب بصفة دائمة الي النادي الرياضي (الجيم)، كما يحب ايضا القراءة و كثيرا ما يذهب بكتاب الي الحديقة العامة ليستمتع بقرائته و قد يكون محظوظا ايضا و يتعرف الي فتاة جميلة هناك.